نظريات التعلم السلوكية

تمارس عملية التعلم أو كانت في حالة إلغاء التعلم (حالة استبعاد التعلم أو آثاره). ولو كانت حيواناته قد تعلمت شيئا عن طريق الاستبصار أو الإدراك المباشر لانخفض الوقت اللازم لتعلمها بصورة مفاجئة ولظل على تلك الحالة طوال المدة اللازمة لإجراء التجرية

4 في التعلم حالات يرحب بها المتعلم ولا يعمل شيئا لتجنب حدوثها وتلك هي حالات إشباعاته

تزداد الروابط التي يحدثها سلوك المتعلم بين الموقف واستجاباته قوة عندما تصاحبها حالة إشباع، وعلى العكس من ذلك فالمواقف المسببة للضيق والتي تتسبب في حدوث استجابات ضعيفة، تختفي في نهاية الأمر، وبعبارة أخرى فان المران بقوي الروابط في حالة تعلم الحيوان وعدم الاستخدام يضعف هذه الروابط.

وفي البداية كان ثورندايك يعتقد أن هذه الروابط هي المحصلة الكلية التعلم الحيوان وإنها جوهر هذا التعلم ولكنه اضطر لرفض أثر المواقف المسببة للضيق، وظاهريا تبدو هذه النظرية وكأنها تحظى بالقبول التام نظرا لما صاحبها من التجارب الواسعة والمعطيات الأمبيريقية التي جمعت أثناءها، ولكن ب. ف سكنر اعترض فيما بعد على قبول دور مسببات الإشباع في تعلم الحيوان. ومع إن سکنر اعتبر قانون الأثر الثورندايك أهم المبادئ التي جت على تطور النظرة السلوكية في التعلم غير أنه اعترض على استخدام ثورندايك المصطلح النتائج المشبعة (satisfying consequences) في تعلم الحيوان. وقام سكنر نفسه بتقديم البديل وهو التعبير الذي اسماه مبدأ التعزيز (Principle of Reinforcement)(92) |

  1. القدرة العقلية والشخصية والمهارة الإنسان ما هي نتاج ميول أصيلة لدى هذا الإنسان ونتيجة لما حصلت عليه هذه الميول من مران

يقترح ثورندايك أن الطبيعة الإنسانية العامة محصلة عدة عوامل هي: – الطبيعة التي خلق الإنسان عليها و 2- قوانين التعلم و 3- القوى الطبيعية التي يعيش ويتعلم الإنسان ضمن نطاقها . وقد قام بوضع قوائم لما اعتقد انه الميول الأصلية عند الإنسان وأعد وصفا لها وبين أن هذه الميول تكون رصيدة ضخمة من الروابط التي قد تختلف قليلا أو كثيرا في درجة قوتها أو علاقتها بين الموقف الذي هيأته القوى الطبيعية والنباتية والحيوانية

وأوجه السلوك الإنساني الأخرى) وبين الاستجابات التي هي مقدور كل إنسان، ونتيجة للتجارب التي قام بها ثورندايك أصبح يعتقد بأن الكثير من ميول الإنسان قابلة للتعديل بصورة واضحة، وأن بعض هذه الميول مثل الكلام وتناول الأشياء والاستطلاع والقيام بما يؤدي إلغاء حدوث الأشياء والقيام باستجابات متنوعة لحالات الإزعاج على الرغم من سبق قيامه باستجابات أخرى هي جميعها مراتع خصبة لنمو العادات التي نتعلمها..)

وهو لا ينسب هذه الميول الأصلية إلغاء عامل الوراثة وان كان يحاول تجنب هذه القضية بكل براعة. وعلى أي حال فما تتضمنه كتاباته ومن محاولته تجنب إثارة هذه القضية يبدو انه لا يعتقد بأن الميول الأصلية تظهر لدى الإنسان فيما بعد أو تتولد من فراغ.

6- يزداد التعلم بانتشار الأثر

بعد أن قدم ثورندايك قانون الانتماء الذي ظهر في كتاباته بعد عام 1932 (والمقصود بالانتماء هنا أن أي ارتباط وحدتين أو فكرتين يتم بصورة أسرع إذا ما نظر المتعلم لهما كوحدتين أو فكرتين تنتميان كل إلى الأخرى أو يتصاحبان معأ) أضاف دليلا تجريبيا آخر على صحة قانون الأثر. وقد وصف ثورندايك هذا الدليل الجديد بما اسماه، انتشار الأثر ( ولقد كان ثورندايك يهدف من وراء تجاربه إلى إثبات أن تأثير حالة من حالات الإثابة لا يمتد إلى الرابطة التي تنتمي إليها تلك الحالة فقط بل إن ذلك التأثير يمتد إلى الروابط الأخرى المجاورة زمنيا لتلك الرابطة وتتساوى في ذلك الروابط التي تسبق الرابطة المثابة أو الروابط التي تليها ، وطبيعي أن يقل انتشار الأثر بابتعاد الرابطة (الجديدة) عن الرابطة التي تثاب..

وقد أجرى تيلتون (6) عدة تجارب على مبدأ انتشار الأثر هذا مستخدما كلا من كلمتي «صح، للدلالة على الإثابة و «خطأ، للدلالة على العقاب واستنتج أن انتشار الأثر يحدث في كلتا الحالتين (الصح والخطأ) وقد أجريت فما بعد دراسات أخرى على هذا القانون، قام بها هيلغارد وبوور (9) وكذلك بوسمان الذي كان اكثر تعاطفا مع نظريات ثورندايك.

7- جميع الثدييات تتعلم بطريقة واحدة |

عندما بدأ ثورندايك يرفض دور العمليات العقلية في التعلم مفضلا الانتقاء والارتباط المباشرين بدأ في الوقت ذاته يصر على أن تعلم الإنسان.

وتعلم الحيوان يتبعان قوانين أساسية واحدة، وباستثناء التغذية الرجعية في تعلم اللغات وهي التي لا تؤثر في الموقف التعلمي بصورة مباشرة لما يجد ثورندايك ضرورة لطرق خاصة لازمة لتفسير تعلم الإنسان فها هو يقول:

هذه الظواهر البسيطة وشبه الآلية، التي تكشف عنها طريقة الحيوان في التعلم هي ذاتها التي تشكل الأسس التي تقوم عليها طريقة تعلم الإنسان. حقيقة إن هذه الظواهر تكون أكثر تعقيدا في المراحل العليا من التعلم مثل اكتساب مهارة العزف على الكمان أو معرفة حساب التفاضل والتكامل أو الإبداع في الهندسة، ولكنه من المستحيل علينا أن نفهم التعلم الدقيق والمخطط عند إنسان مثقف دون أن تكون لدينا فكرة واضحة عن تلك القوى التي تجعل التعلم في صورته الأولى القائمة على الارتباط المباشر بين استجابات الجسم الحركية الكبيرة وموقف حاضر في الحواس حضورا مباشرا ، زد على ذلك أنه مهما بلغ التعلم المراد تفسيره من الدقة والتعقيد والتطور فإنه لا بد لنا أولا من تفسير الحقائق الأولية البسيطة عن هذا التعلم، وهذه الحقائق هي اختيار الروابط عن طريق استخدامها وإشباعها والتخلص منها عن طريق عدم استخدامها والضيق بها، وردود الأفعال المتعددة، وشرط التهيؤ العقلي، والأنشطة الجزئية لموقف ما، وقوة بعض العناصر في تحديد الأستجابة، والاستجابة القائمة على التشابه (التمثيل) ونقل الروابط هذه هي الحقائق الأساسية، وربما تكون الوحيدة اللازمة التفسيره (9)

مجالات البحث

خلفية البحث:

عند تفحص الأمثلة والمكونات المختلفة لأبحاث ثورندايك على الحيوان والإنسان تجدر الملاحظة بأن مفهوم نظرية الرابطة بين المثير والاستجابة أو ما أطلق عليه اسم نظرية الارتباط « الجديدة، قد وجدت له تطبيقات مفيدة في وصف اكتساب العادات وأنواع التعلم الدنيا، غير أنه عند محاولة تطبيق هذا المفهوم على أنواع التعلم الأخرى وجه لها ذات النقد الذي وجهه ثورندايك إلى النظرية الجشطلتية حين قال «إن تعبير الجشطالت (الشكل

أضف تعليق