ملخص لنظرية ثورندايك

ملخص لنظرية ثورندايك

الانتماء

تكتسب الرابطة بسهولة أكبر إذا كانت الاستجابة تنتمي إلى الموقف، ويعمل التأثير اللاحق بشكل أفضل إذا ما كان منتميا إلى الرابطة التي يقويها، ويعتمد انتماء الثواب أو العقاب على مدى ملاءمته لإشباع دافع أو حاجة لدى المتعلم (3) |

انتشار الأثر

إن اثر حالة الإثابة لا يقتصر على الرابطة التي ينتمي إليها فحسب بل يمتد إلى الروابط الأخرى التي تسبق تلك الرابطة أو تأتي بعدها. ويقل هذا الأثر كلما ازداد البعد بين الرابطة المثابة وغيرها من الروابط(12)

نظرة تاريخية

البداية

ولد إدوارد إل، ثورندايك في ويليمزبرج بولاية ماساشوستس في الحادي والثلاثين من شهر أغسطس عام 1974 وبدأ تأثير أبحاثه على موضوع التعلم في الظهور منذ مطلع القرن الحالي.

ومنذ ذلك الوقت أخذ ينمو في أمريكا الاعتقاد بأن الأبحاث السيكولوجية هي حجر الزاوية في التربية العلمية.(93) فقد ظل تدريب المعلمين ما بين عامي 1860 و 1890 قائما على القيم التي وضعها بستالوزي وعلى الأساليب التعليمية التي تجددت نتيجة محاولات عدة لفهم حقيقة ما يجري في خبايا عقل الطفل البالغة التعقيد. وفي أواخر القرن التاسع عشر سادت النظرة القائلة بأن تطبيق مبادئ علم النفس على التربية يؤدي حتما إلى إيجاد تعليم قائم على أسس علمية وهي النظرة التي جاءت نتيجة لما قام به شارلزدي جارمولا غير أن الفصل الأول في التأكيد على أن الممارسات التعليمية السليمة لا بد لها من الاعتماد على علم النفس يعود لأبحاث جوزيف ه. هر بارت. (گل)

وفي الوقت الذي أخذت فيه أفكار هربارت في التأثير على البحوث التربوية في الولايات المتحدة كانت أبحاث فولهلم فونت في ألمانيا لا تزال في بداية الاعتراف بها من العلماء الأمريكيين فقد انشأ ج، ستانلي هول وهو أحد تلامذة فونت مختبرا للأبحاث السيكولوجية في جامعة جونز

هوبكنز عام 1883 وفي نفس الوقت تقريبا كانت كتابات جون دیون (26) و جی. م. بولدوين (27) وجه ت لاد (22) ووليم جيمس(39) تمهد الطريق أمام المعلمين لاستخدام علم النفس الجديد، الذي صيغ وفق أنماط العلوم الطبيعية (في جوهره) إن لم يكن في أسلوبه.)

ظهرت الصورة التقليدية لأبحاث ثورندايك في نظرية التعلم في عامي 1913 1914 عندما نشر كتابه علم النفس التربوي الذي يتألف من ثلاثة أجزاء وحدد فيه لإشباع القانونين الأولين لنظرية الارتباط، قانون التدريب وقانون الأثر، وهي المبادئ التي وضعها على ضوء أبحاثه التجريبية والإحصائية.

أما طريقته في البحث فقد كانت تقوم في الأساس على المشاهدة وحل المشكلات وذلك على النحو التالي: 1- ضع الإنسان أو الحيوان في موقف يتطلب حل مشكلة ما كمحاولة الهرب من مكان يحبس فيه (وهذا ينطبق بصورة خاصة على تجاربه على الحيوانات) 2- رتب توجهات الإنسان أو الحيوان و 3. اختر الاستجابة الصحيحة من بين خيارات متعددة مثل تجنب وإحداث صدمة خفيفة للحيوان). و 4- راقب سلوك الحيوان أو الإنسان و 5- وسجل هذا السلوك في صورة كمية (رقمية) ومن بين تجاربه الأولى في جامعة هارفرد تجربة الإثابة بالحلوى وهي التجربة التي استخدمت فيما بعد على تجارب الأشراط الإجرائي

ولم يكن ثورندايك يهتم بالبعد الاجتماعي في علم النفس التربوي، وذلك على النقيض من زملائه الآخرين الذين كان يلتقي معهم في كثير من الآراء، فقد كان ينظر إلى التعلم باعتباره خبرة فردية خاصة أو عملية تغير عضوي داخلية تحدث في الجهاز العصبي لكل كائن على حده. وان ما يهم المعلم داخل الفصل الدراسي أن «الارتباط، يعني أساسا الارتباط بين المثير والاستجابة ولا يعني التفاعل بين التلاميذ عندما ينظر إليهم كوحدة اجتماعية

وما بين رسالته النيل شهادة الدكتوراه ذكاء الحيوان: دراسة تجريبية على عمليات الارتباط عند الحيوان (4) وكتابه الطبيعة البشرية والنظام الاجتماعي، ذاع صيت ثورندايك وكتاباته في أوساط علماء النفس ورجال التربية في جميع أنحاء العالم. صحيح أنه قام بالتعليق على كتاباته وإعداد

البحوث عليها ومراجعتها مئات المرات وان هذه المراجعات، قد تبدو متناقضة مع نظريته التي نحن بصددها في هذا الكتاب، ولكنه كان يفعل ذلك لتحسين وتطوير مفاهيمه السابقة، وأهم هذه المراجعات كانت تلك التي أجراها على قانون الأثر والتي ظهرت في كتابه أسس التعلم. (ه) وكمثال على ذلك قانون تكون العادات الذي نقله عن جيمس وحوله إلى قانون التكرار(1) وبعد ذلك إلى قانون التدريب أو المران أو قانون الاستعمال وعدم الاستعماله ليصبح في نهاية الأمر قانون الأثر(ه) والذي ادخل عليه تعديلا كبيرا في كتابه أسس التعلم.

ومع أننا معنيون في هذا الفصل بتحديد دقائق نظرية الارتباط إلا أنه تجدر الإشارة إلى عدد من العوامل المتعلقة به والتي لعبت دورا كبيرا في بلورة ما قدمه ثورندايك إلى نظرية التعلم. ومن هذه العواملة

– كان لأستاذه ويليم جيمس أثر عميق وقد أهداه ثورندايك واحدة من أهم كتبه وهو كتاب علم النفس التربوي: سيكولوجية التعلم (1)

2- اسهم ثورندايك في الأبحاث الأولى لما عرف فيما بعد باسم نظرية التعزيز (أو التدعيم) في التعلم، وقد كان اعتقاده قويا بان الإثابة هي مفتاح التعلم وخصوصا بعد أن تراجع عما كان يؤكده في الماضي من أن العقاب له مثل أهمية الإثابة في التعلم. (49)

3- ينسب له الفضل في إدخال أسلوبي المتاهة ذات الممرات المتعددة وصندوق المشاكل وهما من أساليب علم النفس المعاصر المتبعة في البحث في سلوك الحيوان.

4- يعتبر ثورندايك من تلاميذ داروين المخلصين. فقد كان مقتنعا بأن مفهوم استمرار التطور يجعل دراسة سلوك الحيوان مفيدة في علم النفس الإنساني ولعل هذا هو السبب الذي كان يدفعه أثناء دراسته في جامعة هارفرد إلى إجراء التجارب على الدجاج عندما كان يعجز عن إيجاد العناصر البشرية اللازمة

– كان ثورندايك يؤمن بأن التربية علما من العلوم فقد كتب يقول: نحن نقهر حقائق الطبيعة عندما نلاحظ هذه الحقائق ونجري التجارب العلمية عليها، وعندما نتمكن من قياس هذه الحقائق فإننا نجعل منها خدمة لنا.. (51) |

 

أضف تعليق