نظرية ثورندايك وتطبيقاتها التربوية
ومع ذلك لازال التقويم من يبن القضايا الرئيسية للتعلم ويعتقد بجي (18) بأن برنامج تقويم التعلم يتناول عادات الطالب الدراسية وتجاوبه داخل الفصل ومقدار التعلم ونوعيته، كما يحدد إلى حد كبير أسلوب التعلم هل هو أسلوب استظهار أم تفكير وتأمل، وأدى هذا بالمنظرين في سيكولوجية التعلم إلى أن يكونوا اكثر اهتماما بمرحلة التقويم في أية نظرية يراد وضعها عن التعلم.
التعليم المبرمج والتعلم:
مهدت أبحاث السلوكيين الأوائل لما نشهده اليوم من اهتمام بالتعليم المبرمج. ويعزو سميث وسميث” تطور هذا النوع من التعلم المبرمج (أي التعليم باستخدام السيبرانية) إلى أبحاث ایبنجهاوس (20) الأولى ودراساته عن الذاكرة، وثورندايك(21) وقانونه عن الأثر، وجثري (22) ونظريته في الاقتران، وهل (23) ونظريته في التعزيز، وأو. هربارت مورر (24) عن تطوير نظرية التعزيز بحيث شملت الارتباط بالإضافة إلى أبحاث باروس إف. سکنر (25) الذي طالب باستخدام الآلات التعليمية في تطبيق نظرية التعزيز الأساسية على ميدان التربية. وقد قام سميث وسميث بتحليل دور النظريات القديمة في التعلم لمعرفة مدى إسهام كل منها في التعليم المبرمج في التربية الحديثة. والحقيقة أن النجاح الملموس الذي حققه التعليم المبرمج سيظل يشكل تحديا للعلماء النظريين في موضوع التعلم
كذلك يعزو هورتن وتيرنج(26) قدرا كبيرا من الفضل في التقدم الذي وصل إليه التعليم المبرمج إلى جهود سكنر وجثري وثورندايك، باعتبارهم
خبراء التقنية السلوكية» واعتبر الأساليب العملية والتطبيقية التي طبقت بواسطة جهاز سكنر التعليمي بمثابة نموذج ملموس في ميدان التعلم البشري الأسلوب التعزيز عند سكنر.
المعنى والسياق:
المعنى والسياق هما من القضايا التي لا زالت تتحدى أصحاب النظريات الحديثة في التعلم. واستخدام المعنى أو بالأحرى تطبيق علم المعاني عن طريق اللغة مشكلة تواجه أصحاب النظريات المختلفة في التعلم باستمرار. فكان وصف المعاني المختلفة لمفهوم المثيرات مصدر إزعاج دائما للسلوكيين. وكان أصحاب نظرية تداعي الأفكار التقليديين يجدون باستمرار في البحث
عن معاني الأفكار وغالبا ما كانوا يفشلون. وليست اللغة هي المجال الوحيد الذي تأخذ فيه دراسة المعنى أهمية بالغة. فالمعني بالإضافة إلى ذلك هو مشكلة كبيرة بالنسبة لموضوع دراسة الذاكرة.
أما السياق فهو غير منفصل انفصالا تاما عن المعنى. وعلى سبيل المثال فان معنى حادث كثيرا ما يعتمد اعتماد كلية على السياق الذي وقع فيه مهما كان وصف هذا الحادث أو تعريفه ممكنا بدون ذلك السياق. ومما لا شك فيه أن مستقبل أبحاث التعلم سوف يتأثر كثيرة بطرق البحث في موضوعات المعني والسياق.
المفاهيم الأساسية:
يبحث هذا الفصل في موقف إدوارد إل. ثورندايك من موضوع التعلم وإسهامه فيه منذ بداية القرن الحالي حتى الخمسينات منه. ولكي نعرف هذا الإسهام على حقيقته لا بد من التعرف على المفاهيم التي وضعها ثورندايك وطريقة تعريفه لها. صحيح أنه يمكن تفسير هذه المفاهيم مما قاله العلماء الآخرون الذين سيرد ذكرهم، إلا أن التجارب التي قام بها ثورندايك نفسه أضافت المعاني الخاصة به إلى هذه المفاهيم وهي التي عرفها على النحو التالي:
الإرتباطية: وهو المذهب القائل بأن كل العمليات العقلية تتألف من توظيف الارتباطات الموروثة والمكتسبة بين المواقف والاستجابات وينظر إلى هذا المذهب باعتبار أنه الأساس في نظرية ارتباط المثير والاستجابة (م۔ س.)
الاستجابات: وهي تطلق على أية ردود فعل ظاهرة قد تكون عضلية أو غدية أو غيرها من ردود الفعل الظاهرة (بما فيها الصور والأفكار) والتي تحدث کرد فعل لمثير ما. وقد أشار ثورندايك إلى ردود الفعل الفسيولوجية الظاهرية والتي يمكن مشاهدتها وقياسها والتي تربط السلوك بالبيئة المحيطة به. أما في الوقت الحاضر فان تعبير «الاستجابات» يطلق على ردود الفعل الفسيولوجية التي تقاس بطريقة مباشرة والنفسية (التي تقاس بطريقة غير مباشرة).
الإثارة؛ ولهذا التعبير أي الإثارة معنيان 1) أي عامل خارجي (مثير ما) يتعرض له الحي، و 2) أي تغير داخلي في الكائن الحي نفسه عن طريق أي عامل خارجي
قانون الاستعداد : وهو الأول من قوانین ثورندايك الأولية. وقانون الاستعداد مبدأ إضافي يعبر عن خصائص الظروف التي تجعل المتعلم يميل إلى أن يكون مشبعا أو متضايقا(27) وقد شرح هليغارد وبور(28) هذه الظروف بما يلي:
– إذا ما أثير حافز قوي لأداء عمل ما، فان تتابع تنفيذ هذا العمل بطريقة سلسة يكون مشبعا.
2- إذا ما أجهض أو أعيق إتمام عمل ما فان هذا العمل يكون سببا للضيق.
3- إذا ما أصبح أداء عمل متعبا (منهكا) أو متخما فان الإكراه على تکراره يكون سببا للضيق.
قانون المران (أو التدريب):
وهو ثاني قوانين ثورندايك الأولية وينص على أنه عند حدوث ارتباط قابل للتعديل بين موقف واستجابة تزداد قوة هذا الارتباط (مع افتراض ثبات العوامل الأخرى)، ويعرف هذا الجزء من القانون باسم «قانون الاستعمال» أما إذا انقطع الارتباط القابل للتعديل بين الموقف والاستجابة فان قوته تضعف (ويعرف هذا الجزء أيضا من القانون باسم قانون عدم الاستعمال.)
قانون الأثر:
وهو ثالث قوانین ثورندايك الأولية وينص على أن أي ارتباط قابل للتعديل بين موقف واستجابة يزداد إذا ما صاحبته حالة إشباع ويضعف إذا ما صاحبته أو أعقبته حالة ضيق. ويختلف الأثر الذي يقوي الرابطة المشبعة (أو يضعفها في حالة الرابطة المسببة للضيق) باختلاف ما بين الاقتران والرابطة الناجمة عنه من قرب أو بعد
قانون نقل الارتباط
إذا ما بقيت الاستجابة ثابتة أثناء حدوث سلسلة من التغيرات في الموقف المثير فان الاستجابة يمكن أن تنقل إلى مثير جدید تماما ، ويتغير الموقف المثير بالإضافة أولا ثم بالطرح ثانيا حتى لا يتبقى سوى الموقف الأصلي .(30)
اقرا ايضا :