نظريات التعلم المعرفية

قانون الإرادة يعني أن الألم ينفرنا من الأشياء المثيرة له … والطريقة الوحيدة التي يمكن للألم أن يعمل بها هي عندما يرتبط بالفشل في القيام بأمر ما أو عند الرغبة للتركيز العقلي على دراسة موضوع ما … وهو دافع أقل تأثيرا من الدوافع الأخرى في جمع الأحوال (126)

كانت أبحاث ثورندايك على تعلم الحيوان أول ما لفت انتباهه إلى قانون الأثر وفي تقاريره عن هذه الأبحاث في عام 1998 كان يؤكد على أن الحيوان يربط في النهاية بين الاستجابة الناجحة وبين الموقف الذي تحدث فيه لأن اللذة الناتجة عن ذلك الارتباط تصبح عند الحيوان جزءا لا يتجزأ من الاستجابة الناجحة وغياب هذه اللذة يعني استبعاد الارتباطات بين الموقف والاستجابات الأخرى.

وقد ظهرت عبارة قانون الأثر أول ما ظهرت في كتابه عناصر علم النفس وقد جمع فيه عوامل الإشباع والضيق مع عوامل التكرار والحداثة والشدة والاستمرارية والاستعداد ليكون منها جميعا قانونا واحدة لتكوين العادات يشبه نظرية جيمس في التعلم. وفي الوقت ذاته عالج ثورندايك كل عامل من هذه العوامل من منطلقين لا منطلق واحد، الأول فسيولوجي والآخر دينامي فمن الناحية الفسيولوجية فهو يشرح التعلم بقوانين الارتباط الدماغية المكتسبة ومن الناحية الدينامية فهذه القوانين ذاتها تصبح قوانین الارتباط. وما قاله ثورندايك نصا في هذا المجال في كتابه عام 1907 عن قانون الأثر بشقيه هو

فمن الناحية الفسيولوجية: تتعزز الروابط بين الخلايا العصبية (neurones) كلما استخدمت لتأدية نتائج مرضية أو متعادلة، وتضعف هذه الروابط كلما استخدمت لتأدية نتائج غير مريحة. (وبعبارة أخرى) فان اقل الارتباطات مقاومة للتعلم عند الحيوان هي تلك الروابط التي ينتج عنها اعظم درجة من الإشباع في حالة تعادل العوامل الأخرى. (2)

ومن الناحية الدينامية، فإن أية حالة عقلية أو أي عمل في موقف ما لا يؤدي إلى ضيق يصبح مرتبطة بذلك الموقف وبالتالي إذا تكرر حدوث الموقف ذاته فالاحتمال القالب هو أن تحدث الحالة العقلية ذاتها (أو العمل ذاته). وكلما زاد الرضا عن هذه الحالة كلما زاد ارتباطها بالموقف. وعلى العكس من ذلك فإن (أية استجابة).. لموقف ما تؤدي إلى ضيق لا ترتبط بذلك

الموقف وكلما زاد الضيق كلما ضعف ارتباطها بالموقف، (129) |

ومنذ صاع ثورندايك قانون الأثر لم يدخل عليه أي تعديل باستثناء التأكيد على المنطلقين الفسيولوجي والدينامي وتأكيده على أن الأثر الناجم عن الإشباع أو الضيق يتناسب تقاسيا طرديا مع شدة كل منهما

طرق البحث المتعلقة بالكلمات والأرقام: كانت معظم تجارب ثورندايك تدور حول تعلم التلاميذ للقراءة والحساب وخصوصا انتظام الروابط وتتابعها وكذلك الوظائف العقلية (38) فإحدى التجارب كانت تدور حول أثر تعلم القراية عن طريق أسلوبين مختلفين لقراءة قصة ما الأول قرابة الكلمات والعبارات الواحدة تلو الأخرى وكل منها منعزلة عن الأخرى، والثانية قراءة القصة كاملة مثل قصة «الدببة الثلاثة، وخلص من ذلك إلى أن تداعي القصة وتتابع أفكارها قد أوجد روابط أكثر قوة من القراءة المجزأة إلى الكلمات والعبارات المعزولة كل عن الأخرى والتي لا تساعد الطفل على تكوين الروابط

غير أنه أجرى عدة تجارب اكثر تعقيدا وردت في كتابة أسس التعلم (11) تدور حول استخدام أزواج من الكلمات يتلوها أعداد يتكون كل منها من رقمين اثنين وأطلق عليها أسماء: سلسلة الاختبار وسلسلة القوة وسلسلة النجاح (113) وفي هذه التجارب حاول قياس أثر توزيع الوقت على تكوين الروابط في التعلم، ففي الطريقة الأولى، الاختيار، كانت الأرقام والكلمات موزعة دون تتابع منطقي (غير منظم) وفي الطريقة الثانية، القوة، كانت الأرقام والكلمات موزعة توزيع متابعة منطقيأ (منظما). أما في الطريقة الثالثة، النجاح، فقد كانت أزواج الكلمات والأرقام موزعة بتتابع منطقي وغير منطقي (منظم وغير منظم) في آن واحد، ووجد أن أفضل النتائج كانت تلك التي حصلت عليها مجموعات المتعلمين بالطريقة الثانية التي كان توزيع الفقرات الزمنية فيها موزعة توزيعة منطقية ومنظمة. |

وفي كتاب أسس التعلم عدل ثورندايك كذلك الكثير من التجارب التي سبق أن أجراها على قانون الأثر في كتابه أسس التعلم Fundamentals arningما، كما بدأ يميل إلى الاعتقاد بأن خصائص مثل الرغبات والميول والاتجاهات والأغراض لها تأثيرات فسيولوجية وسيكولوجية على قانون الأثر، وقد دفع اعتقاده هذا الكثير من الباحثين من بعده لإجراء التجارب

على العلاقة بين هذه الخصائص وقانون الأثر

دراسة الحيوان

بدأت الأفكار السلوكية في التعلم تظهر عند ثورندايك من خلال تجارية على القطط والكلاب والسلاحف و الدجاج وبعد ذلك على الأسماك والقردة عندما كان في جامعة هارفرد في التسعينات من القرن التاسع عشر. وفي دراساته الأولى توصل إلى النتيجة التالية

وهناك حالات معينة يرحب بها الحيوان ولا يعمل شيئا لتجنبها وهذه في حالات الإشباع. وهناك حالات أخرى يتحملها الحيوان ولكنه يرفضها بعمل شيء أو أخر حتى يتمكن من التخلص منها . والروابط التي يحدثها سلوك الحيوان بين موقف واستجابة في ذلك الموقف ويصاحبها حالة إشباع فإنها تثمرز، أما تلك الروابط التي تصاحبها حالة ضيق فإنها تضعف ثم تختفي ، والمران يقوي مثل هذه الروابط بينما يضعفها عدم الإستخدام وهذا هو مجمل تعلم الحيوان و جوهرهها داد)

ومن هذه الدراسات و غيرها استطاع ثورندايك تحديد أربعة مبادئ للتعلم لا يفوقها أهمية إلا قوانين الاستعداد والمران والأثر: المبدأ الأول أسماء و الاستجابات المتعددة للموقف الخارجي الواحد ۱iple r ome

۸۸۱) (to las Sattle texternal situation ويعني بذلك أن لدى الحيوان خيارات عديدة للاستجابة لموقف ما، ويفسر ذلك يقوله عندما يقفز الحيوان على الحائط عند الحرف ب، وينتج عن ذلك تراجعه داخل الحظيرة فان حالة الحيوان الداخلية تتغير مما يؤدي إلى احتمال عدم القفز مرة أخرى بل ربما أحدث صوتأ ثم هرب، وعندما يهرب إلى نقطة عند الحرف اچ، ويجد جدار الحظيرة أمامه فان حالته الداخلية قد تجبره على العودة والهرب وهكذا مرة بعد أخرى تتكرر الاستجابات الطبيعية أو الناجمة عن التعلم السابق نظرا لاصطدامه بالحائط بالإضافة إلى الفشل المصاحب للصياح والقفز والهرب. (2)

أما المبدأ الثاني أو الخاصية الثانية التعلم الحيوان فقد أسماه ثورندايك قانون تهيؤ المتعلم. (Law of the Lammer As sa) أي اتجاه المتعلم أو نزوعه فالصوص الصقير مثلا قد يكون لديه تهي معين للاستجابة لموقف خارجي نتيجة السن أو الجوع أو النشاط أو الميل إلى النعاس. فكلما ازداد ميله إلى

النوم كلما قل استعداده للخروج خارج الحظيرة أو القلق من بقائه فيها، والواقع أن الاستجابة هي نتاج تهيق الحيوان للقيام بها.

أما تجاريه على القطط فقد أدت به إلى القول بما اسماه وقانون النشاط الجزئي. (Law of Partial Activity)، فقد اكتشف انه يمكن تعليم القطط الاستجابة بطريقة معينة في موقف ما وعندما توضع هذه القطط في موقف آخر يحتوي على بعض العناصر المادية للموقف الأول فإنها تحاول البحث عن بعض هذه العناصر التي كانت موجودة في الموقف الأول، مثل مقبض الباب أو منفذ فيه أو غير ذلك. وهذا ما يسمى بالتعلم عن طريق النشاط الجزئي عند القطط، وأما المبدأ الرابع فهو ما أسماه «قانون التمثل، (Law of Assiutilation) (أو التشابه الجزئي analogy)، ففي المواقف التي لا أسشا، في استجابة أصلية أو مكتسبة بذاتها فان الاستجابة التي ثسثد فيها المواقف نكون استجابة مرتبطة بموافض بشبهها الموقف الجديده ويعني التشابه بين الموقف (أ) والموقف (ب) إن الموقف (ب) يثير عند الحيوان بقدر ما الخلايا العصبية الحسية التي يثيرها الموقف (ا) وبصورة تكاد تكون متشابهة . وعلى سبيل المثال لو وضع قط في صندوق پستطيع فيه أن بشرب الحليب من باب معين فإنه إذا وضع في صندوق أخر مشابه للصندوق الأول لا يوجد له باب فان القط سيظل يحاول البحث لبعض الوقت عن المكان الذي يشبه المكان الذي كان الباب موجودة فيه في الصندوق الأول. وأخر المبادئ التي حددها ثورندايك واعتبرها عامة بالنسبة لتعلم الحيوانات الدنيا فهو ما اسماه «نقل الارتباط، (Associative Shifting) وضرب مثلا على ذلك بالحيل البسيطة في استجابة الحيوانات للإشارات اللفظية بمسلك شخص ما بسمكة أمام قط جائع ويقول له ولم، فإذا كان القط غير مدرب ولكنه جائع فانه سيقوم طبيعيا استجابة لوجود السمكة ولكن هذه الاستجابة تؤدي إلى تكون رابط ليس مع السمكة فحسب بل مع الشخص الذي يصدر له الأمر بالقيام. وبعبارة أخرى فان الاستجابة تكون قد ارتبطت بالموقف ككل. وعند تكرار التجرية مرات كافية وبطريقة ملائمة يتم أبعاد السمكة عن الموقف ولكن استدعاء الاستجابة يستمر نتيجة لوجود عناصر الموقف الأخرى وفيما بعد يتم الارتباط بالإشارة اللفظية فقط.

إن تطبيق هذه المبادئ الخاصة بتعلم الحيوان على تعلم الإنسان أمر

غاية في التعقيد ولكن هذه المبادئ جميعا في رأي ثورندايك أساسية لتعلم الإنسان مثل غيرها من القوانين الأخرى كالمران و التكرار في انتقاء الروابط وكعدم الاستعمال أو الضيق ومهما بلغ التعلم من الخفاء أو التعقيد أو الدقة فإنه يمكن تفسيره على ضوء المبادئ البسيطة التالية

– ردود الأفعال المتعددة (Multiple reactions) و التهيؤ العقلي كشرط للتعلم) (Mind set as a cottition) و 3- النشاط الجزئي كشرط للتعلم (Partial activity as a condition) و 4- التمثل أو التشابه الجزئي (» Assimilation Analogy و الاستجابة ينقل الارتباطا Response hy Shifting of connection)

وعلى الرغم من البساطة الواضحة في منهج ثورندايك فقد استطاع تطوير أسلوبين لإجراء التجارب العلمية لا يزالان يستخدمان حتى الآن في التجارب السيكولوجية المعاصرة وهما المتاهة وصندوق المشكلات وفد استخدم الأسلوب الثاني بصورة واسعة على تجارب الفئران والسلاحف التحديد مبادئه الخمسة السابقة

وقد طور هذين الأسلويين لاستخدامهما في دراسة التعلم بالطرق التقليدية وذلك في كتابه ذکاء الحيوان (3) وثورندايك كواحد من انباع داروين المخلصين كان مقتنعا بأن حتمية استمرار التطور تعني أن دراسة سلوك الحيوان يمكن في الواقع تطبيقها على دراسة سلوك الإنسان بل لعلها هي التي مهدت لقيام علم النفس الإنساني، وينتقد ثورندايك في كتابه ، ذکاء الحيوان، بشدة علم النفس المقارن الذي شاع في العقد الأخير من القرن التاسع عشر والذي كان قائما على المشاهدة غير الموثقة والتقارير القائمة على أدلة قصصية تعوزها الدقة العلمية

وفي رأيه أن هذه الطرق الخاطئة أدت إلى معلومات مزيفة وتفسيرات غير مبررة، وأن الخطأ الأكبر الذي ارتكبته مثل هذه الدراسات كان إعطاء الحيوان درجة من الذكاء تفوق كثيرا ما يمكن التوصل إليه بالمشاهدة العلمية للسلوك الحيواني.

دراسة الإنسان

كانت المضامين العامة التي افترضها ثورندايك في تعلم الإنسان هي: 1تكوين الارتباط 2- correction ) forming ) تكوين الارتباط المتضمن أفكارا 3( certainection forning involving deas) التحليل أو التجريد 4- (analysis or

أضف تعليق